التحليل الأساسي
شهد الذهب زخما ملحوظا مستفيدا من حزمة تدابير التحفيز الهائلة ومعدلات الفائدة المنخفضة للغاية؛ نتيجة تصاعد وتيرة انتشار فيروس كورونا ووصول معدلات الإصابة اليومية إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، مع العلم أن المعدن الثمين سجل أداء جيدا خلال الأزمة المالية 2008/2009 ولكن ذروة ارتفاعه كانت في عام 2011، مع ضخ الاحتياطي الفيدرالي دعمًا ماليًا كبيرًا للأسواق. وتعمل البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم الآن على اتباع بسياسة نقدية مرنة جدا (من غير المتوقع أن يتم تشديدها قريبا)، إذن لماذا لم يكسر الذهب مستوياته المرتفعة السابقة؟
من الناحية التاريخية كان الذهب ولا يزال الملاذ الآمن الأمثل، وأنه أفضل وسائل أدوات التحوط ضد التضخم وتراجع قيمة العملة؛ لكن مع تعرض معظم اقتصاديات العالم لجائحة كورونا، لم تعد الأصول المالية تحمل ذات القيمة التي كانت عليها قبل الجائحة. وبالتالي، عندما تتراجع مؤشرات وول استريت حتما سيرتفع الذهب. لكن وعلى الجانب الآخر، لم يكن الأمر بهذه البساطة فهناك حتما منافس آخر للذهب، لا سيما مع تكرار الشعور بالمخاطرة وتزايد الأقبال على الملاذ الآمن، فقد بات الدولار منافسا قويا للمعدن الثمين. وأصبح العديد من المتداولين يقبلون على الدولار لسهولة الحصول على النقد، خاصة مع تزايد حدة التوترات بين الولايات المتحدة والصين.
هذه المرة استخدم الاحتياطي الفيدرالي سياسته النقدية بشكل أكثر تفصيلاً من خلال إنشاء تسهيلات ائتمانية وسيولة جديدة للتخفيف من حدة الاضطرابات التي أصابت العديد من أسواق المال ولدعم تدفق الائتمان إلى الأسر والشركات ولحكومة الولايات المتحدة والحكومات المحلية. أيضا، أعلن الاحتياطي الفيدرالي والعديد من البنوك المركزية الأخرى عن توسيع وتعزيز خطوط مبادلة السيولة بالدولار وإدخال تسهيلات اتفاقية بغرض إعادة شراء "مؤقتة" جديدة للسلطات النقدية الأجنبية. أيضا، أجرت العديد من التعديلات على نظامها الرقابي والإشرافي لتسهيل أداء السوق وتقليل العوائق التنظيمية التي تواجه البنوك لتسهيل دعم الأسر والشركات وعملاء البلدية الذين تأثروا سلبا بتداعيات فيروس كورونا. ويمكننا القول بأن الاقبال على الدولار بات يلجم ارتفاع الذهب لملامسة مستويات قياسية جديدة.
التحليل التقني
إخلاء المسؤولية:
إن الأسعار والأخبار الواردة في التقرير لا تعبر بالضرورة عن أداء السوق ولا تمثل رؤية ICM.com. قد تتحرك الأسواق المالية في أي من الاتجاهين مما قد يؤدي إلى تحقيق المتداول أرباح أو تكبد خسائر. يتعين على كل متداول أن يقرر بنفسه مستوى المخاطرة الذي يناسبه والتأكد من وجود من وضع إجراءات إدارة المخاطر بشكل صحيح قبل مباشرة أي صفقة تداول.