تترقب الأسواق يوم غد الأربعاء قرارات هامة من البنوك المركزية والتي يمكن من خلالها أن يتمكن مراقبي الأسواق من بناء توقعاتهم لسياسات البنوك المركزية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان.
على صعيد الفيدرالي الأمريكي، تبقى التوقعات ضعيفة بأن يتجه الفيدرالي لرفع الفائدة خلال اجتماعه يوم غد الأربعاء على الرغم من التلميحات التي صدرت عن بعض أعضاء الفيدرالي في الفترة الأخيرة ولكن تحديات البيانات الأمريكية الضعيفة التي صدرت مؤخرا من شأنها أن تكون عائقا أمام رفع الفائدة في شهر سبتمبر ويبقى الأهم في اجتماع يوم غد هو ترقب كلمة رئيس الفيدرالي الأمريكي، جانيت يلين، بالاضافة إلى مراقبة نبرة الفيدرالي حول الوضع الاقتصادي وتوقعاته للنمو والتضخم وسوق العمل والتي من شأنها أن ترسم الطريق نحو التوقعات لامكانية رفع الفائدة قبل نهاية هذا العام وتحديدا في ديسمبر المقبل.
من جانب آخر، قد يطغى اجتماع بنك اليابان وما يمكن أن يخرج به من قرارات على اجتماع الفيدرالي الأمريكي في ظل التوقعات بتحركات فعلية من البنك المركزي الياباني لتحقيق المزيد من التيسير في السياسة النقدية سعيا لتحقيق ما لم تتمكن سياسته النقدية التوسعية العميقة من تحقيقه خلال الفترة الماضية، وتبقى الاحتمالات مفتوحة أمام إمكانية خفض الفائدة اليابانية عن مستواها المنخفض حاليا عند -0.1% ولكن الاهم سيكون بامكانية توجه البنك إلى تغيير هيكل شرائه للسندات أو ما يعرف بالتيسير الكمي من خلال تكثيف عمليات شراء السندات ذات الاجل القصير سعيا إلى دعم العائد للسندات ذات الأجل الطويل.
الأهم هنا هو مراقبة تقرير ينك اليابان لتقييم السياسة النقدية التي سيتم الإعلان عنه بعد الاجتماع والذي يمكن أن يوضح مدى فعالية السياسة النقدية التوسعية التي تبناها البنك المركزي خلال الفترة الماضية ومدى تفاعل الاقتصاد الياباني معها للوصول إلى أهداف البنك المركزي لدعم النمو والوصول بمستوى التضخم إلى 2% كما تعهد رئيس البنك المركزي، هاروهيكو كورودا، بعد توليه رئاسة بنك اليابان قبل ثلاث أعوام.
بجميع الاحوال، لن يكون يوم غد الأربعاء يوما عاديا وقد نشهد تقلبات قوية في أسواق العملات الأجنبية بشكل خاص وفي الأسواق المالية العالمية بشكل عام تفاعلا مع نتائج اجتماعات البنك المالية ولذلك سيكون من الحكمة ان يتبع المستثمرين سياسات إدارة مخاطر متحفظة حتى مرور العاصفة ووضوح الصورة التي يمكن من خلالها بناء توقعات الاتجاهات في الاسواق خلال الفترة المقبلة.