سجلت الأسواق العالمية يوم الجمعة أكبر خسارة يومية في تاريخها بفقدان 2.08 تريليون دولار بعدما صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي وهو رقم يتجاوز ما تلا إفلاس بنك ليمان براثرز خلال الأزمة المالية في 2008 وانهيار أسواق الأسهم في 1987 الذي يعرف بالاثنين الأسود.
وانهارت الأسواق العالمية بعد النتيجة غير المتوقعة لاستفتاء يوم 23 يونيو التي فيها صوت البريطانيون لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بنسبة 52 % مقابل 48 % أيدوا البقاء.
وكانت الأسواق في أوروبا هي الأشد تضرراً حيث هبط كل من سوقي ميلان ومدريد أكثر من 12 % مسجلا أكبر خسائر لهما على الإطلاق. وهوى مؤشر فتسي 100 البريطاني نحو 9 % خلال تعاملات يوم الجمعة لكن ارتد وأغلق على انخفاض 3.15 %.
وبدأت موجة الهبوط في أسيا حيث هبط مؤشر نيكي 7.9 % وامتدت الخسائر إلى وول ستريت لينزل مؤشر ستاندرد اند بورز 3.6 %.
ومن حيث القيمة الدولارية، تخطت خسارة الجمعة مستوى قياسي سابق سُجل يوم 29 سبتمبر 2008 عندما رفض الكونجرس حزمة إنقاذ بقيمة 700 مليار دولار لبورصة وول ستريت خلال الأزمة المالية. وخلال ذلك اليوم خسرت الأسواق العالمية 1.94 تريليون دولار.
في حين قفز مؤشر الدولار بواقع 2.3% أمام سلة من العملات متداولا حول مستويات 95.60 في ختام تداولات الأسبوع الماضي.
وافتتحت العملات الرئيسية على فجوات سعرية أمام الدولار قاربت 50 نقطة على معظم الأزواج الرئيسية ومن المحتمل أن تستمر تقلبات العملات والتذبذب العالي بفعل استمرار التصريحات المطالبة بضرورة سرعه وتيرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتفاوض على شكل التعاون التجاري القادم.
إضافة إلى تعاظم شعبية اليمين المتطرف في كل من فرنسا وألمانيا وهولندا والمطالب بإجراء استفتاء شعبي للخروج من الاتحاد الأوروبي، ورغم أنها مازالت تصريحات وليدة اللحظات الأولى، تغذي المخاوف لدى المتداولين.
ويتداول الإسترليني قرب أدنى مستوياته في ثلاثين عاما حول مستويات 1.34 والتي كان قد اخترقها الأسبوع الماضي ومن المحتمل أن يواصل التراجع نحو مستويات 1.30 مع تقلبات حادة.
في حين يتداول اليورو حول مستويات 1.10 مقتربا من أدنى سعره الذي سجله صباح الجمعة الماضي ومن المحتمل أن يغلق الفجوة السعرية قبل أن يعود للتراجع في انتظار اجتماع المركزي الأوروبي الأربعاء في البرتغال
وكان الين قد كسر مستويات 100 خلال تداولات الجمعة الماضي قبل أن يعود لتراجع من جديد أمام الدولار حول مستويات 102 ومن المحتمل أن نشهد عودة اختبار مستويات 100 أمام الدولار والتي تمثل حاجزا نفسيا ومستوى هام لدى المركزي الياباني للتدخل في الأسواق من اجل إضعاف قيمة الين.
وقفز الذهب نحو أعلى مستوياته خلال تداولات الجمعة الماضية مسجلا مستويات 1,357 قبل أن يتخلى عنها بفعل زيادة الطلب على الدولار الأمريكي لتختتم تداولات الأسبوع حول مستويات 1,315 ومن المحتمل أن يعيد الذهب اختبار مستويات 1,300 دولار لكن بات من الصعب اختراقها في ظل انعدام فرص رفع الفدرالي أسعار الفائدة خلال العام الجاري.
وسجل أسعار النفط انتكاسة حادة خلال تداولات الجمعة بعد نتيجة الاستفتاء البريطاني والذي دفع الأسعار للتراجع بعد موجة تعافي لم تستمر طويلا. ليعود الخام الأمريكي للتداول حول مستويات 47.50 ومن المحتمل أن يشهد استقرارا حول مستويات 47 في ظل تأثر الأسعار بالأسواق المالية
إخلاء المسؤولية:
إن الأسعار والأخبار الواردة في هذا المقال لا تشكِّل-مطلقًا-ضمانة لأداء السوق في المستقبل. إن الأسواق المالية قد تتحرك في أي من الاتجاهين مسببةً أرباحًا أو متكبدةً خسائر كاملة بمعرفة العميل. وتقوم آي سي إم كابيتال بتقديم تلك الحالات التمثيلية لإظهار مدى التذبذب الذي قد يشهده التداول في الأسواق المالية. ويتعين على كل متداول أن يقرر بنفسه مدى قابليته للمخاطر والتأكد من وضع إجراءات إدارة المخاطر الصحيحة في مكانها، وذلك قبل إجراء أية عملية تداول. التداول الفوري للعملات الأجنبية " الفوركس" وعقود فروقات الأسعار ينطوي على مخاطر عالية لرأس المال المتداول.